ببلوغه الدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة ، المقامة حاليا في ليتوانيا،يكون المنتخب الوطني المغربي قد ولج، من الباب الواسع، نادي الثمانية الكبار للعبة التي ستدخل في مواجهات شرسة لتحديد المتوج باللقب العالمي .
و الواقع، أن بلوغ كتيبة الإطار التقني الوطني هشام الدكيك هذه الدرجة من التألق لم يكن وليد الصدفة، بل جاء عن جدارة و إستحقاق ،مترجما الجهود الجبارة التي بذلتها مكونات المنتخب من لاعبين و إطار تقني، علاوة على الدعم المادي والتقني و اللوجستكي التي وفرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لبلوغ الأهداف المسطرة بعد تتويج المنتخب بطلا على الصعيدين الإفريقي و العربي.
و يجمع المتتبعون الرياضيون لمسار النخبة الوطنية منذ تتويجها بكأس أمم إفريقيا في جنوب إفريقيا سنة 2016 على أن تظافر مجموعة من العوامل والمجهودات كان لها الوقع الإيجابي في تشكيل منتخب قوي تنافسي ،بسط سيطرة مطلقة قاريا و إقليميا، ونجح في مقارعة أعتد المنتخبات على الساحة الدولية ، لعل أبرزها الاستقرار التقني الذي ينعم به المنتخب بتواجد الاطار الوطني هشام الدكيك ،والانسجام الكبير الذي بلغته المجموعة الوطنية ،و الدعم المتواصل للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم .
فالإستقرار التقني تجسد في تأكيد الثقة من قبل الجهة الوصية على كرة القدم في الناخب الوطني الكفء هشام الدكيك لقيادة العارضة التقنية لأسود الأطلس و الذي قادها للعرس العالمي في ثلاث نسخ متتالية مكنته من إكتساب الخبرة و التجربة، و رسم خارطة طريق للتوقيع على حضور جيد في كأس العالم بلوتوانيا 2021 .
و بدا واضحا للمراقبين والمتتبعين أن أداء المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة شهد تطورا كبيرا بدنيا و تقنيا و تكتيكيا ،و بالتالي إكتسب المنتخب الوطني هوية وطابعا خاصين به يتميز بالتقنيات الفردية التي وظفت في قالب جماعي متميز بالواقعية في اللعب و الشراسة و رباطة الجأش .
وهكذا، فخلافا لمشاركتيه المخيبتين السابقتين عندما خرج خالي الوفاض بثلاث هزائم في كل منها، حافظ المنتخب المغربي على سجله خاليا من الخسارة في النسخة الحالية وحقق فوزه الثاني على التوالي بعد الأول على جزر سليمان في دور المجموعات، مقابل تعادلين مع تايلاند والبرتغال بطلة القارة العجوز في الدور الأول أيضا.
كما يشكل الانسجام الكبير الذي بلغته المجموعة الوطنية، بقيادة هشام الدكيك، عاملا مهما في بلوغ العالمية حيث أبان اللاعبون سواء الذين يمارسون محليا أو خارج الوطن عن مستوى تقني عالي وعلى حس كبير بالمسؤولية ، وكذا إصرارهم على تشريف كرة القدم المغربية بأبهى صورة.
و يبدو أن اللاعبين تأقلموا جيدا مع الرسم التكتيكي الذي وضعه الناخب الوطني ، و الذي يتطلب لياقة بدنية عالية باعتباره يقوم على مجموعة من آليات اللعب ،و التي تتوزع بين الانتشار الجيد داخل رقعة الميدان ،و التبادل السريع للتمريرات، وممارسة الضغط المتواصل على حامل الكرة ،واعتماد التفوق العددي، و التركيز لبلوغ النجاعة و الفعالية دفاعيا وهجوميا .
وجدير ذكره أن التميز المغربي في مجال كرة القدم داخل القاعة جعل العناصر الوطنية تستحوذ على أغلب الجوائز خلال كأس العرب في مصر ، حيث فاز اللاعب محمد أشرف سعود ، الممارس بفريق شباب المحمدية بلقب هداف كأس العرب ب7 أهداف ،وإحراز اللاعب يوسف جواد جائزة أفضل لاعب في المباراة النهائية ،وتتويج لاعب سيبرطيل أنين الإيطالي أنس العيان بجائزة أحسن لاعب في الدورة الخامسة ، إلى جانب فوز الحارس رضا الخياري الذي يلعب لدينامو القنيطرة بلقب أفضل حارس في الدورة ذاتها.
وعلى غرار باقي منتخبات كرة القدم ، حظي أسود “الفوتسال ” بدعم متواصل من لدن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التي صادقت دون تحفظ على البرنامج الاعدادي الذي وضعه الناخب الوطني هشام الدكيك في إطار الاستعدادات لدخول غمار نهائيات كأس العالم على أكمل وجه .
وفي هذا السياق ، أجرى المنتخب المغربي عدة تربصات ومعسكرات تدريبية داخل المغرب وخارجه ، تخللتها مجموعة من المباريات الودية مع منتخبات مرشحة للظفر بكأس العالم، و التي كان لها وقع إيجابي على الأداء العام للمجموعة الوطنية في كأس العالم بليتوانيا.
ومع بلوغها دور الربع ، رفعت كتيبة هشام الدكيك من سقف التطلعات و الطموحات المعبر عنها من قبل الجماهير المغربية المتعطشة للألقاب ، مؤمنة بشعار التحدي في مواجهة البرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة (5 نسخ 1989 و1992 و1996 و2008 و2012) ،رغبة منها في تدوين إسم المملكة المغربية في السجل التاريخي لكرة القدم داخل القاعة التي تمضي قدما في توسيع دائرة إشعاعها عالميا .