مونديال 2030 .. المغرب نحو إحياء مشاريع تشييد 8 ملاعب
بعد إعلان المغرب ترشحه لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم “مونديال 2030″، بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، تعود مشاريع تشييد 8 ملاعب، بمواصفات دولية، إلى الواجهة، على رأسها مشروع الملعب الكبير لمدينة الدار البيضاء، والهدف تدعيم واستمرار تطوير البنية التحتية وكرة القدم الوطنية في المملكة.
في 13 يونيو 2018، خسر المغرب سباق ترشحه لاستضافة نهائيات كأس العالم “مونديال 2026″، أمام الولايات المتحدة الأمريكية، وطُرحت، بعد ذلك، الكثير من علامات الاستفهام حول مصير المشاريع التي قُدمت إلى الاتحاد الدولي “فيفا”، والتي، حسب ما جاء في ملف التشرح، قيل إنها ستكلف خزينة الدولة مبلغ 15,3 مليار دولار أمريكي، ستخصص لبناء 8 ملاعب جديدة بتكلفة تناهز مليار دولار، وتشييد وإعادة تأهيل البنى التحتية للمدن المرشحة لاستضافة المباريات، بما فيها 5 ملاعب، بتكلفة 9,6 مليار دولار.
الآن، وبعد حوالي 4 سنوات ونصف من خسارة المغرب تنظيم نهائيات 2026، تعود هذه المشاريع إلى الواجهة من جديد بهدف ترجمتها على أرض الواقع استعدادا للترشح لتنظيم مونديال 2030، مع العلم أن مولاي حفيظ العلمي، الذي كان على رأس لجنة الترشح لنهائيات 2026، سبق له أن صرح، في ندوة صحفية عقدها في 17 مارس 2018، أن تدشين الملاعب إياها “ليس رهينا باستضافة النهائيات”.
وقال : “هذه الملاعب هي مشروع دولة، سيتم تشييدها سواء فزنا بالتنظيم أو لا، لأنها ليست رهينة باحتضان مونديال 2026، نريد تشييدها حتى نكون جاهزين في المستقبل على أرض الواقع وليس فقط على الورق”.
في هذا السياق، يستعرض “SNRTnews” جميع مشاريع الملاعب التي جاءت في ملف “موروكو2026″، والتي كان من المفترض أن تنطلق أشغال بنائها أواخر 2018 في مدن الدار البيضاء، ورزازات، الناظور، مكناس، مراكش، الجديدة، تطوان، وجدة، حتى تكون جاهزة في يونيو 2024 ومارس 2025، على أبعد تقدير، حسب ما جاء في ملف الترشح.
ملعب الدار البيضاء الكبير
الملعب الكبير لمدينة الدار البيضاء، واحد من المشاريع “العملاقة” التي راهن عليها المغرب خلال ترشحه لاستضافة النهائيات في دورات 1998، و2006 و2010، و2020، ولم يكتب له رؤية النور إلى غاية اليوم، وليس هناك من مؤشرات توحي بقرب انطلاق أشغال بنائه.
وحسب ما تضمنه ملف “موروكو2026″، والذي بلغ في مجموعه 40 ألف صفحة في 24 كتابا، قدم إلى “فيفا” في 15 مارس 2018، فإن ملعب الدار البيضاء الكبير، من المفترض أن يشيد في منطقة بنسليمان، على مساحة 500 هكتار، بتكلفة مالية تصل لـ404 مليون دولار، ويتسع لـ93 ألف متفرج، وكان من المفترض أن تنتهي أشغال بنائه في مارس 2025، ويعتبر، استنادا لملف الترشح، “الحافز الرئيسي لخطة التنمية الحضرية الكبرى في الدار البيضاء”.
ظهر مشروع ملعب الدار البيضاء الكبير، لأول مرة، خلال ترشح المغرب لاستضافة مونديال 1998، وكان مخططا إقامته في بوسكورة، لكن بسبب فرشة مائية كبيرة في المنطقة، نقل إلى سيدي مومن، خلال ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2006، وبعد ذلك اكتشف أن الأرض التي سيشد عليها غير محفظة، وبها مشاكل إدارية، فتقرر نقله، من جديد، وهذه المرة إلى منطقة الهراويين، خلال الترشح لاستضافة مونديال 2010، ثم إلى منطقة بنسليمان في الترشح الأخير لمونديال 2026.
الوزارة تؤكد إنشاء الملعب
أوضحت وزارة الشباب والرياضية، في بلاغ نشر في موقعها الرسمي بتاريخ 19 يونيو 2019، ظروف التأخر في تشييد ملعب الدار البيضاء الكبير، ونفت أن يكون قد تم تعليق مشروع تشييده، وقالت: “بتعليمات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفي إطار إعداد ترشيح المملكة المغربية لاحتضان كأس العالم 2026، قامت اللجنة المكلفة بهذا الملف بمعاينة الوعاء العقاري، الكائن بجماعة المنصورية، إقليم بنسليمان، لإحداث الملعب الكبير للدار البيضاء”.
وأضافت الوزارة في السياق ذاته: “في هذا الصدد، تمت مباشرة مسطرة اقتناء القطع الأرضية اللازمة لإحداث هذه المنشأة الأرضية الهامة، وفقا للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل، كما أعطيت انطلاق الدراسات الهندسية والطوبوغرافية التي أخذت بعين الاعتبار جميع الجوانب المحيطة بالمشروع، بما في ذلك الجانب البيئي، وقد تم تعيين نائل الصفقة المقررة قانونا”، مشددة على أن كل المعطيات التي تشير إلى تعليق إنجازه “غير مستندة على أسس صحيحة”.
وكان ملف الترشح لكأس العالم قد أشار، إلى أن الملعب وجميع المرافق الرياضة التابعة له، “سيتم تشييده على مساحة 500 هكتار من أراض غير مبنية، وتستوعب كل المنشآت المطلوبة”.
وسبق لرشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة الأسبق، أن قال، في تصريح صحفي، خلال حلوله ضيفا على قناة “ميدي1 تيفي”، شهر فبراير 2019: “الحد الأدنى لتكلفة بناء ملعب لكرة القدم، هو مليار درهم، الآن نحن في مرحلة دراسة تشييد ملعب محمد الخامس، وهذه الدراسة، تحتاج مدة سنتين قبل الشروع في البناء”.
ملعب الدار البيضاء الثاني (قابل للتفكيك)
كان من المفترض إقامته في منطقة “زناتة”، بقيمة مالية تصل لـ173,4 مليون دولار أمريكي، يتسع لـ46 ألف متفرج، وكان من المفترض، أيضا، أن تنطلق أشغال بنائه في 2018، لكي يكون جاهزا تماما في يونيو 2024.
وحسب ما تضمنه ملف ترشح الغرب، فإن هذا الملعب يتضمن جميع المرافق الصحية المنتشرة في الملاعب الدولية، ومن شأنه أن “يعالج الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية في هذه المنطقة، تماشيا مع الالتزامات الوطنية المتعلقة بالتنمية المستدامة”، كما أن تصميمه “الحديث”، حسب ما جاء في ملف ترشح المملكة، “يتناسب مع فلسفة منطقة زناتة”.
ملعب الجديدة
يتسع لـ46 ألف متفرج، وتقدر تكلفة بنائه بـ150,6 مليون دولار أمريكي، وكان من المفترض أن تنطلق أشغال بنائه في 2018، لكي يكون جاهزا شهر يوينو 2024، ضمن مشروع تطوير محور منتجع “مازاغان”، ضواحي المدينة.
هذا المشروع، حسب ما جاء في ملف ترشح المغرب 2026، مبرمج لكي يستوعب في محيطه 130 ألف سكن، بالإضافة إلى حرم جامعي، ومجمعات فندقية، ومجموعة كاملة من المباني التجارية على مساحة تقدر بـ1300 هكتار، تحت اسم “PUMA الجديدة”.
ملعب تطوان
يوم الثلاثاء 20 أكتوبر 2015، أشرف جلالة الملك محمد السادس على إعطاء انطلاق أشغال بناء الملعب، على مساحة 36 هكتارا، وكان من المفترض أن يكون جاهزا في 2020، غير أن أشغال البناء كانت متعثرة، وتتوقف من حين لآخر، إلى أن توقفت، بالمرة، أواخر سنة 2019 لأسباب مجهولة.
وحسب ما تضمنه ملف ترشح المغرب لاستضافة مونديال 2026، فإن ملعب تطوان، “قيد الإنجاز”، ويتسع لـ46 ألف متفرج، وتقدر تكلفة إنجازه بـ38,8 مليون دولار، وسيكون الملعب الخاص بنادي المغرب التطواني، وسيساهم في ازدهار المجال الرياضي في المدينة “الشغوفة بكرة القدم العالمية”.
ملعب وجدة
يتسع لـ46.400 متفرج، تبلغ تكلفة بنائه 47,6 مليون دولار، جميع مدرجاته مغطاة، بحيث أن تصميمه مستوحى من العمامة التقليدية الوطنية “الرزة”، وسيكون، حسب ما جاء في ملف الترشح، أول ملعب في القارة الإفريقية يولد الطاقة الذاتية، بفضل سقفه “الكهروضوئي”.
الملعب، حسب ما يظهر في تصميمه الهندسي الذي قدم إلى “فيفا”، يظهر على شكل مركب رياضي، تحيط به ملاعب تدريب، وصالات رياضية، ويضم مرافق إدارية لـ”فيفا”، وفندق 4 نجوم، وقاعة للندوات، ومقاهي ومطاعم ومحلات تجارية.
ملعب مراكش الثاني (قابل للتفكيك)
من المشاريع التي وضعها الملعب في ملف ترشحه لاستضافة مونديال 2026، تطوير ملعب مراكش الدولي، الذي يتسع لـ46 ألف متفرج.
تقدر تكلفة المشروع بـ153,6 مليون دولار، وكان من المفترض أن تنطلق الأشغال في 2018، في منقطة “تمصلوحت”، على بعد 10 كيلومترات جنوب المدنية، لكي يكون جاهزا شهر يونيو 2024.
حسب ما تضمنه ملف ترشح المغرب، فإن هذا الملعب، قريب من مجموعة من المنتجعات الفندقية في المدينة، القادرة على توفير إقامة عالية المستوى للسياح.
ملعب مكناس (قابل للتفكيك)
يتسع لـ46 ألف متفرج، ويمكن تقليص طاقته الاستيعابية لـ25 ألف مقعد، وتبلغ تكلفة بنائه 151,9 مليون دولار، وكان من المفترض أن تنطلق أشغال بنائه في 2018، لكي يكون جاهزا في يونيو 2024.
وكان من المفترض تشييد هذا “الصرح المعماري”، حسب ما جاء في ملف الترشح، في منطقة “سايس”، على بعد 15 دقيقة من العاصمة الإسماعيلية، وسط قمم الأطلس المتوسط، حيث المناظر خلابة.
وراهن مشروع تشييد الملعب على تكريم العديد من الشخصيات التاريخية لمدينة مكناس، التي يعود تاريخ تأسيسها لسنة 711، من أجل “استحضار تراث الأجداد”، وسيكون، حسب ما جاء في ملف الترشح “جوهرة معمارية تراثية”.
ملعب الناظور (قابل للتفكيك)
يتسع لـ46 ألف مشجع، ويمكن تقليص طاقته الاستيعابية لـ20 ألف، ويمكن إعادة رفعها إلى 46 ألفا أو أكثر في حال صعدت أندية هلال الناظور، وفتح الناظور، وشباب الحسيمة إلى دوري المحترفين.
مشروع الملعب لم يعد له ذكر في مدينة الناظور بعد خسارة المغرب لاستضافة المونديال، مع العلم أنه كان من المفترض أن تنطلق أشغال بنائه في 2018، بالقرب من مطار المدينة، لكي يكون جاهزا في يونيو 2024، وقدرت تكلفة بنائه بـ148,2 مليون دولار.
ملعب ورزازات (قابل للتفكيك)
تبلغ تكلفة بنائه ما بين 146,6 مليون دولار، يتسع لـ46 ألف متفرج، ويمكن تقليص طاقته الاستيعابية لـ20 ألف متفرج، وسيساعد النادي المحلي للمدينة، حسب ما جاء في ملعب الترشح، “على التطور والنمو بسرعة ليصبح قوة رئيسة في كرة القدم المغربية”، كما سيساهم في “التنمية الحضرية لبوابة الصحراء”.
تحديث 5 ملاعب (الرباط وطنجة ومراكش وأكادير وفاس)
خمسة ملاعب في مدن الرباط، طنجة، مراكش، أكادير، فاس، تعهد المغرب بصيانتها وتطوير بنيتها التحتية حتى تستجيب للمعايير الدولية، وتتلاءم مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”.
وحسب ما تضمنه ملف ترشح المغرب، فإن التكلفة المالية لصيانة وتطوير الملاعب الخمسة، محددة في 363,2 مليون دولار.
ملعب طنجة، تم تطويره في السنة الأخيرة، وكلف مبلغ 61,6 مليون دولار، إذ ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44500 مقعد حاليا، إلى 65000، وذلك من خلال إضافة مدرجات جديدة في جهتيه الشمالية والجنوبية، ومن المرتقب أن تصبح جميع مدرجاته مغطاة، حسب ما جاء في ملف 2026.
ملعب مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، الذي يقع على مساحة تقدر بـ80 هكتارا، كان من المفترض أن تنطلق أشغال تجديده وتحديثه سنة 2019، حسب ما جاء في ملف الترشح، إذ ستصبح جميع مدرجاته مغطاة، وسيم تحديث كراسيه، وإزالة بعض الأعمدة التي تحجب الرؤية، وسيكلف مبلغ 54.7 مليون دولار.
ملعب “أدرار” بأكادير، كان من المفترض، هو الآخر، أن تنطلق أشغال تطويره سنة 2019، في أفق نهايتها أواخر السنة الحالية 2021، إذ يتسع لأزيد من 46 ألف متفرج، وتبلغ تكلفة تحديثه وتطويره 80,7 مليون دولار، بحيث ستصبح جميع مدرجاته مغطاة، إذ ستتم تغطية المدرجات المكشوفة بـ”الخيام”، من أجل إعطائه جمالية عربية، وحتى يحمل لمسة “الطراز المغربي الأصيل”.
ملعب فاس، شيد سنة 2002، يتسع لأزيد من 46 ألف متفرج، كان من المفترض أن تنطلق أشغال تطويره سنة 2020، بتكلفة مالية حددت في 59,5 مليون دولار، حسب ما أشار إليه ملف ترشح المغرب، إذ كان من المفترض أن تضاف إليه مدرجات مؤقتة، تشغل مكان الحلبة المطاطية، كما من المفترض أن تصبح جميع مدرجاته مغطاة.